“داعش” و”القاعدة”: أوراق “السعودية” التي سقطت في اليمن

مرصد طه الأخباري، أينما حلّت انتصارات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظات اليمن، دُفن مشروع جديد للتحالف الصهيوسعودي عبر تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين على طول خريطة المنطقة. بقعة العنف التي تمددت لسنوات في المحافظات اليمنية منذ بدء العدوان، أخذت بالإنحسار مؤخراً نتيجة الإنتصارات التي حققتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة البيضاء.

 

ففي بادئ الأمر اتخذ تنظيم “القاعدة” من مناطق قيفة عاصمة وحصناً منيعاً، ثم بسط سيطرته على مناطق عدة مجاورة أخضع سكانها لسطوته وسيطرته بالترهيب والقتل، وبإشراف من قبل أجهزة استخبارات خارجية. في حين اتخذ تنظيم “داعش” من مناطق محاذية بذات المنطقة معقلاً وحصناً منيعاً لتحركاته ومارس نفس الممارسات الإجرامية بحق أهالي البيضاء.

 

الأجهزة الأمنية اليمنية أوضحت أن عدد العمليات الإجرامية التي حدثت في محافظة البيضاء، نفذت من قبل تنظيمي “داعش” و”القاعدة” خلال الفترة من يناير 2015 وحتى مايو 2020. أعمال العنف هذه بلغت أكثر من 327 عملية تنوعت بين كمائن مسلحة واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة، منها 194 عملية تفجير عبوة ناسفة في الطرقات وأمام المنازل، فيما ارتكب عناصر التنظيمين 27 عملية اغتيال منها 11 عملية فشلت في قتل الشخص المستهدف إلا أنها تسببت في مقتل أبرياء، كما شملت عمليات “داعش” و”القاعدة” في البيضاء 59 عملية استهداف لأطقم الجيش والأمن.

 

جرائم التنظيمين واغتيالاتهما طالت 28 شيخاً وشخصية اجتماعية، خاصة وأن التنظيمين حددا قائمة اغتيالات جديدة لوجاهات المحافظة بعد مساندتهم وتأييدهم العملية العسكرية للقضاء على فتنة الخائن ياسر العواضي.

وقد تراوحت الجرائم بين إطلاق النار على المارة، وزرع عبوات ناسفة، واغتيالات شخصيات رفيعة وعناصر في الجيش واللجان وغيرها. كل ذلك جعل القوات اليمنية تضع نصب عينيها أولوية تحركها الحاسم للقضاء على التنظيمات الإرهابية، وذلك من أجل تأمين المواطنين من خطر “داعش” و”القاعدة” الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة في ظل العدوان والحصار.

فقد أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في 8 أغسطس/ آب الماضي القضاء على تواجد العدوان في مديرية ولد ربيع ومحيطها بمحافظة البيضاء التي كانت تحت سيطرة الجماعات التكفيرية بعملية عسكرية واسعة للقوات المسلحة اليمنية. ارتباط التنظيمين الإرهابين بالتحالف السعودي بدا واضحاً بعد تعرضهما لهزيمة نكراء في شبوة، من قبل رجال الجيش واللجان الشعبية في مديرية ولد ربيع التابعة لمحافظة البيضاء. ما جعلهم يفرون محملين بإتجاه عدد من مناطق محافظة شبوة بتنسيق مع التحالف السعودي وأدواته في المحافظة.

 

ويرى مراقبون أن العملية العسكرية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية في مديرية ولد ربيع أكدت بالأدلة والبراهين أن أمريكا و”إسرائيل” صانعة الإرهاب في المنطقة والعالم، وأن دول العدوان “السعودية” والإمارات مجرد أدوات لتمويل الإرهاب الدولي في المنطقة.

وبالتالي، يكون اليمن اليوم أمام نصر كبير بعد أن راهن التحالف السعودي على استخدام ورقة التنظيمات الإرهابية في سياق العدوان المفروض على اليمن، بغية إيقاف تقدّم القوات المسلحة واللجان الشعبية من خلال الإيكال إليها مهام الأعمال الإرهابية والتخريبية وتنفيذ التفجيرات وزعزعة الأمن والإستقرار، بيد أن إسقاط القوات اليمنية لهذه الورقة يعكس بلا شك التطور اللافت في آدائها العسكري في المواجهات، خاصة وأنها تمكنت من حسم المعركة في غضون سبعة أيام خلصت فيها إلى نتائج هامة، منها سقوط 250 من عناصر “داعش” و”القاعدة” بين قتيل وجريح، فيما لقي خمسة من زعماء وأمراء الإرهاب مصرعهم منهم زعيم تنظيم “داعش” والمسؤول الأمني والمسؤول المالي، بالإضافة إلى تحرير مساحة ألف كيلو متر مربع والسيطرة على 14 معسكراً منها ستة لـ”داعش” وأخرى للـ”قاعدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى