لماذا انتشرت الدبابات والعربات المدرعة في بغداد.. ولماذا انسحبت..؟… قاآني كشف الغطاء.. فطلب الكاظمي لقاءً مع القائدالامام الخامنئي..

مرصد طه الأخباري،منذ تنفيذ العملية المسرحية ضد منزل رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي ، إستلم رئيس الوزراء ومجلس الوزراء ومجلس التنسيق زمام الأمور وأصبح تدخل قائد الجيش في المواقف السياسية والميدانية تدخلاً واضحاً والى حد ما غير مألوف .

سبق أن كتبنا عن السيناريو ، السيناريو الذي بدأ بتزوير نتائج الانتخابات وترك المجال للمظاهرات والإحتجاجات ضد النتائج تأخذ مداها ، ثم بدأ الرد على ذلك بإعلان أن كافة الفحوص وإعادة العد اليدوي والبصري أثبتت خطأ وعدم صحة الإعتراضات التي قدمت على النتائج.

تثبيت النتائج التي برمجت لتكون قوة التيار الصدري قوة رئيسية في البرلمان يستند اليها من يريد أن يجدد لمصطفى الكاظمي الثقة بتشكيل حكومة جديدة ، كان الخطوة الثانية التي إستند اليها الكاظمي من ناحية وقادة الجيش من ناحية اخرى في ظل تصريحات علنية لمقتدى الصدر يرحب فيها بالتعبير عن الرآي ويدين العنف ويطلب من الجميع الإبتعاد عنه ، (راسماً لنفسه صورة المناضل السياسي الديمقراطي البعيد عن العنف) .

وبدأت المرحلة الثانية من تثبيت السيناريو بالقيام بتلك العملية المبرمجة ضد منزل خالي من سكانه من المفترض أن يكون مصطفى الكاظمي نظرياً موجوداً فيه.

الجميع يعلم أن الكاظمي وعائلته لا تقطن ذلك البيت وإن سميّ بيت رئيس الوزراء.

وبدأت عملية العزف على سيمفونية إتهام إيران وتنظيمات أو مليشيات كما سموها تدين بالولاء لإيران وتتسلح من إيران وأن المسيرات صناعة إيرانية ، وأن أقسام من تلك المسيرات مصنوعة في إيران، الخ،…
من هذه الموسيقى المعزوفة أمريكياً ومن وكلاء أمريكا وعملائها في العراق ، بهدف إتهام ايران ومن تدعمهم إيران في العراق وهم الذين يرفعون شعار رحيل القوات الأمريكية من العراق، كان الهدف الثاني من وراء هذه المسرحية الواضحة والمفضوحة.

خلال ذلك لم تقف إيران مكتوفة الأيدي ، فالمجال الجوي العراقي مراقب بدقة من قبل الرادارات الإيرانية ، إذ ان هذه خطوة هامة جداً في عملية الدفاع الاستراتيجي عن إيران في وجه أي محاولات إسرائيلية لإختراق الأجواء الإيرانية أو المرور عبر كردستان لتوجيه ضربات لإيران ، فالرادارات تكشف كل ما يدور في الأجواء العراقية وعلى الأرض العراقية وترى بوضوح أي مسيرات إنطلقت وأي مسيرات قصفت ومن أين خرجت ومن أخرجها .

وصلت رسائل سريعة بأن الرادارات كشفت كل ما هو مخبأ في تلك المسرحية فسارع رئيس العراق ورئيس الوزراء بدعوة قاآني للعراق للتباحث حول قضايا تهم الطرفين.

جاء قاآني لبغداد واجتمع مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس التنسيق الأعلى حاملاً ملفاته ، إذ أن قآني جاء ليقول الحقيقة وليعلم كل الذين يلعبون تلك اللعبة الخطرة أن اللعبة مكشوفة وأن ايران قادرة على إثبات عدم ضلوعها في مثل هذه العمليات ، ويقول مصدر موثوق أن قاآني قال لهم نحن لا نلجأ لهذه الأساليب مهما كانت خلافاتنا ، نحن لا نغتال ولا نضرب بالخفاء ، نحن نقول رأينا علناً وبوضوح وأعلنا أننا مع خروج القوات الأمريكية من كل المنطقة ونحن كذلك ونشجع كل جهة تقاوم وجود الأمريكي الإحتلالي الإستعماري في أي بلد مجاور لنا أو بعيد عنا.
وأظهر قاآني من المستندات ما افحم الجميع مما جعل الكاظمي يطلب برجاء شديد لقاءً سريعاً مع المجتهد الأكبر مع القائد خامنئي للتباحث حول الوضع في العراق.
ماذا يعني ذلك ؟.

أيقن مصطفى الكاظمي أن المسرحية تكاد تُكشف وبشكل كامل ، وقد تتحول الى كشف علني مدعم بالوثائق ، فكان عليه التراجع السريع وكان عليه أن يرآب الصدع الذي أحدثته تلك الحملة المبرمجة أمريكياً ، ومن عملاء أمريكا في العراق ضد إيران وإتهامها بشكل مباشر وغير مباشر بأنها وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي .

إن العراق بحاجة لثورة داخلية ضد الفساد والمفسدين وإذا حسبت بالأرقام ، سيجد الذين يخططون لمحاربة الفساد والفاسدين أن عليهم محاربة عدد من الكتل السياسية التي تشكلت على أساس واحد وليس أكثر، المصالح المادية والإقتصادية ، أي نهب أموال الشعب، بينما العراق ، الوطن السيادة مواجهة العدو ، التصدي لإسرائيل ، التصدي للتطبيع ،تحرير بيت المقدس ، تحرير العراق ، إعادة الثروات المنهوبة للعراق، إعادة ثروات العراق المنهوبة من الاثار وغيرها ، ثم الإشراف الدقيق على النفط المنتج والنفط المباع ومنع السرقات والتهريب التي تؤدي بالعراقيين الى حدود المجاعة ، بسبب بعض الناس الذين يختبئون تحت عمامة الكتل السياسية لنهب أموال الشعب وإفساد المجتمع ، هؤلاء تحولوا من سياسيين الى فاسدين وأصبح الفساد وسيلتهم للنجاح السياسي.

إذا كان الحشد يرفع شعار التصدي لداعش ، عليه أن يعلم أن التصدي لداعش لا يمكن أن يتم الا بشكل متوازي مع التصدي للفاسد والفاسدين من الكتل السياسية العراقية والتصدي لكل من يتمسك بوجود الأمريكان على أرض العراق والتصدي لكل من يدفع نحو التطبيع مع اسرائيل ، وجر العراق الى خندق ومستنقع والقذارة التي دخلت فيه السعودية ودول الخليج.
معركة العراق والعراقيين ، هي معركة الوطن ، وإستعادة ثرواته العراق ووقف عمليات النهب ومحاربة الفاسدين ومحاربة كل عملاء الولايات المتحدة، فإذا كانت الولايات المتحدة ، اطرت لإخراج عملائها المباشرين من افغانستان ووصلت الى رقم يقارب النصف مليون ، فلنعلم أن لها في العراق عملاء أكثر من هؤلاء الذين كانوا في أفغانستان واطرت الى ترحيلهم والآن يعيشون في أماكن مختلفة ربما يكون العراق أحد المراكز الرئيسية لهم.

لقد تحول العراق الى مسكن للجنود الأمريكان المرحلين من أفغانستان ولعملاء أمريكا من الأفغانيين الذي خدموا الإستعمار الأمريكي في أفغانستان ضد وطنهم ومواطنيهم ، فكيف سيعملون في العراق ، هل سيعملون لصالح العراق والعراقيين.

كلا ، وألف كلا..

تماماً كما كشف قاآني الغطاء عن ذلك المسرح المضحك الفاشل ، يجب على المقاومة العراقية أن تكشف وبصراحة وبدون مواربة كل ما لديها حول الفساد والفاسدين وأن تعتبر أن محاربة داعش لها شرط ضروري وأساسي كي تنجح وهو محاربة الفساد والفاسدين ، فمصدر من مصادر المال للفاسدين العراقيين سياسياً هو نفس المصدر الذي يمول داعش.
دول الخليج والنظام في الجزيرة ، لمن تدفع السعودية، لمن، هذا سؤال مهم على الوطنيين والثوريين في العراق أن لا يترددوا لحظة واحدة بأن يمتلكوا الجرأة اللازمة ليضعوا النقاط على الحروف ، ويقول للشعب العراقي ما يجب أن يقال ، ويصارحوه، فشعب العراق ملتصق بأرضه ، مضحي في سبيل سيادة بلده، وهو يعتبر فلسطين قلب العروبة، ولا يمكن أن يتردد لحظة واحدة في التضحية من أجل دحر الصهيونية وليس التطبيع معها.
كشف قاآني الغطاء ، فكان لابد لمصطفى الكاظمي من التراجع والعناق مع إيران لطمس تلك الحملة التي كانت تستهدف إيران، إذ لا قبل للكاظمي أو قوى أخرى في العراق أن تواجهة الشعب العراقي وقراره بطرد الأمريكيين من أرض العراق ، لن يستمر بقاء الإحتلال العراقي في العراق ، وستصبح الأرض العراقية حرة، ليس فقط من الأمريكيين بل من كل القوات الأجنبية ، وسوف يلقن أبناء العراق، كل الذين ساوموا وطبعوا وتعاونوا مع إسرائيل في اربيل وغيرها ، سيلقنهن درساً لن ينسوه، إذن أنهم لا يعلمون انهم يحطمون ما اكتسبه الأكراد خلال نضالهم الطويل من أجل استقلالية لا حدود لها باستثناء الإنشقاق عن العراق وباستثناء التعامل مع اعداء العراق وتحويل أرض العراق أو جزء منها الذي يخضع لحكمهم ، قواعد لأعداء العراق، كإسرائيل والولايات المتحدة وغيرها ربما.

بسام ابو شريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى