هل الغت الامارات فعلا صفقة طائرات الشبح الامريكية؟ وما هي الأسباب الحقيقية؟ ؟ وما هي العبرة التي يمكن استخلاصها؟

مرصد طه الأخباري، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية اليوم عن تهديد دولة الامارات العربية المتحدة بالانسحاب من صفقة طائرات “اف 35” الشبح، وطائرات مسيرة قيمتها 23 مليار دولار، والسبب الكامن وراء هذا التهدد هو الشروط الأمنية الصعبة للغاية لحماية اسرار هذه الطائرات ومعداتها التكنولوجية المتقدمة من أي محاولات تجسس صينية بسبب العلاقة الجيدة بين بكين وأبو ظبي.

ما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه الصفقة قد الغيت كليا، أم ان هذا التهديد مجرد مناورة لتحسين شروطها، خاصة ان وفدا عسكريا اماراتيا رفيع المستوى وصل الى واشنطن مساء امس في زيارة تستمر يومين للتفاوض مع مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون”.

في الماضي القريب، كانت الولايات المتحدة تفرض على دول الخليج والأردن ومصر، ابرز زبون صفقات أسلحتها، عدم استخدام هذه الأسلحة والطائرات في أي حرب ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتنزع منها جميع الأجهزة الالكترونية المتطورة، او تسيطر على برامجها عن بعد تؤهلها للتحكم بها،طه الآن وبعد توقيع الامارات اتفاق “سلام ابراهام” مع تل ابيب، وباتت علاقتها مع “إسرائيل” تتجاوز مسألة التطبيع الى مجالات التنسيق العسكري والأمني مع دولة الاحتلال، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين (نفتالي بينيت زار أبوظبي امس ووجه دعوة الى الشيخ ملحد بن زايد لزيارة “إسرائيل”)، ربما جرى حذف هذا الشرط، أي عدم استخدام هذه الأسلحة ضد “إسرائيل”، واستبداله بفرض شروط قاسية لعدم سقوط اسرارها التكنولوجية، أي طائرات “الشبح” في ايدي الخصم الصيني.

الولايات المتحدة اجبرت الامارات على تفكيك واغلاق قاعدة عسكرية صينية كانت في طور التأسيس سرا في محيط مدينة أبو ظبي، حيث توجد قواعد فرنسية وامريكية، حسب بعض التسريبات الإخبارية الغربية، ويظل السؤال هو عما اذا كانت حكومة ابوظبي تستطيع رفض أي شروط أمريكية بعد ان أصبحت حليف واشنطن الأبرز في المنطقة بأسرها؟

عندما كنا نجري ابحاثنا الميدانية لتأليف كتاب حول تنظيم “القاعدة”،طه ابلغنا احد المنخرطين في صفوفها، ان التنظيم كان يمتلك مجموعة من صواريخ “ستينغر” الامريكية المضادة للطائرات، التي استخدمت بفاعلية لإسقاط الطائرات السوفييتية اثناء الجهاد الافغاني لاخراج القوات الروسية من أفغانستان، وعندما حاول التنظيم (القاعدة) استخدام الصواريخ نفسها ضد الطائرات الامريكية الغازية في حرب تشرين اول (أكتوبر) عام 2001، لم تنطلق هذه الصواريخ مطلقا، لان مصنعيها في واشنطن غيروا برمجتها بما يمنع استخدامها ضد أي طائرة أمريكية، وربما تنطبق هذه القاعدة على جميع الأسلحة الامريكية في جميع الدول العربية.

العدو الرئيسي للعرب، وفي الخليج خاصة، لم يعد “إسرائيل” وانما الصين، وايران، وربما روسيا أيضا، الامر الذي انعكس في تغيير أولويات البرمجة فيما يبدو، ولكن جميع برمجة هذه الأسلحة والطائرات الامريكية والفرنسية، وتجهيزاتها الالكترونية، ومهما كانت متطورة، ولن يكون لها القدرة على حسم المعارك، في ميادين القتال في ظل الصواريخ الباليستية الدقيقة التي تملكها ايران وحلفاؤها في جنوب لبنان والعراق، واليمن، وقطاع غزة، بدليل ان “إسرائيل” التي تملك هذه الطائرات “كاملة الدسم”، و”الشبح” على رأسها، لم تفز في أي حرب خاضتها منذ هزيمة حزيران عام 1967، ولم تمنع هذه الطائرات هزيمتها المهينة، وتدمير اسطورة جيشها في حرب لبنان عام 2006، وحرب “سيف القدس” الأخيرة التي اذلت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبثت الرعب في نفوس مستوطنيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى