السودان والأمن القومي العربي و الهدف الرئيسي هو الجيش المصري تحديدا!

مرصد طه الإخباري، ⁩هناك تغطية إعلامية ضخمة لما يجري في السودان، وكالعادة تم ضرب بلد عربي آخر بعد أن تم تحريض محيطه عليه، وهو أسلوب لطالما أنتهجته أمريكا وبريطانيا في جميع الصراعات التي خاضتها ضد الدول العربية والإسلامية منذ البداية، وبمراجعة بسيطة للتاريخ سنكتشف أن الأمر يتكرر كل بضع سنوات!

قلت أن هناك تغطية إعلامية ضخمة للأحداث في السودان، وكلمة “تغطية” ليست بمعناها الإنشائي، بل أن ما يجري هو في حقيقته تغطية عن الهدف الرئيسي، ألا وهو (مصر)، وللدقة أكثر فالهدف يتمثل في الجيش المصري تحديدا! وهذا الأمر قد تنبه له عدة كتاب ومحللين ولم يتم التركيز عليه، والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هو: كيف؟!

هناك مخطط للعدو إلاسرائيلي يدعى (النطاق الآمن) أو (المحيط النظيف)، والذي يقضي بأنه على إسرائيل أن تعمل على التخلص من ثلاثة جيوش عربية رئيسية لتستطيع أن تمدد نفوذها وسيطرتها على الأرض الواقعة بين الفرات والنيل لإقامة دولتهم المزعومة، وهو أمر لم يخفيه الصهاينة منذ إنشاء كيانهم على أرض فلسطين، بل ستجده بكل وضوح في علم العدو الإسرائيليّ ، ولم يحاول الإسرائيليون إخفاء معنى الخطين الموجودين في شعار كيانهم أبدا!

بالعودة لما يحدث في السودان، فالأنباء تشير إلى أن الأوضاع لن تستقر في الوقت القريب، ورغم أن الحدث كان مفاجئا، وميزان القوى غير متكافئ ويصب في مصلحة الجيش السوداني الذي يبلغ تعداده خمسة أضعاف عدد مليشيات “الدعم السريع” التي تفتقد وجود الدبابات وسلاح الطيران من ضمن عتادها، إلا أن الأمور تتجه نحو التصعيد كما تؤكد الأنباء، وكما يرى البعض فإنها ستتصاعد في محاولة جر الجيش المصري للتدخل.

على بعد ألآف الكيلو مترات، وتحديدا في الولايات المتحدة، هناك أسلوب تم إقراره من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي يقضي بأن تقوم الولايات المتحدة بإثارة القلاقل حول الدول التي تستهدفها، وهو ما أطلق عليه في حينه سياسة “شد الأطراف”، وهذا الأسلوب سيمهد فيما بعد لإضعاف هذه الدول تمهيدا لإحداث زلزال داخلي يقضي على هذه الأنظمة من الداخل، وهو ما نراه حاصلا على حدود الصين وروسيا وفنزويلا وإيران وكوريا وغيرها من الدول المعارضة لسياسات أمريكا، وأيضا يمكننا أن نراه على الحدود المصرية.

بالنظر لمصر، ووفق هذه الخطة نكتشف أنه قد تم إحاطتها من جميع الجهات تقريبا بالتوترات، وعملية الشد مستمرة، ولم يتبقى سوى أن يتدخل الجيش المصري – الذي يعاني منذ سنين شرقا وغربا – فيما يجري حوله، وعندها سيتم توجيه الضربة القاضية للجيش المصري بعد إستنزافه من الداخل، وما يأتي بعد ذلك معروف كما حدث لدول أخرى!

هذا الأمر يؤكد على ضرورة إقتناع الدول العربية بحتمية الصراع مع كيان العدو الإسرائيلي، وبعبثية سياسة المهادنة والتطبيع طالما والمخططات التخريبية مستمرة، فلا حل سوى بإنتهاج سياسة المقاومة في مواجهة هذه المخططات، وألا ننظر للدول العربية ومقدراتها وفق رؤيتنا للأنظمة التي تحكمها، فقد تعلمنا دروسا مما حدث في الماضي، والأنظمة قابلة للتغيير والإحلال بين فترة وأخرى، والمعركة واحدة، ومقدرات هذه البلدان ملك لشعوبها وللأمة التي تتشارك وحدة المصير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى