ماعلاقة محادثات رئيس وزراء قطر بما حدث..هل ثمن انهاء عزلة طالبان باشعال الحرب مع ايران؟

مرصد طه الإخباري، البعض مر مرور الكرام على الاشتباك الحدودي الذي وقع بين حرس الحدود الايراني وقوات طالبان السبت الماضي والذي قتل فيه أحد الجنود الايرانيين وعدد من قوات طالبان الإرهابية

والحقيقة انه ما كان ينبغي الوقوف كثيرا على هذا الحدث لولا ما نشرته وكالة رويترز اليوم الاربعاء عن مصدر لم تكشف هويته، بأن رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني زار أفغانستان هذا الشهر والتقى وزعيم طالبان هبة الله آخوندزاده وأجرى محادثات معه حول سبل انهاء عزلة طالبان والغاء العقوبات عنها.

عدد من المسؤولين الايرانيين اتهموا جهات أجنبية بالوقوف وراء اشعال فتيل الاشتباك، ومما لا شك فيه أنهم كانوا يقصدون بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل، ومع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة العلاقة التي تبلورت بين طهران وطالبان بعد توليها السلطة في أفغانستان فليس من مصلحة الحركة بتاتا أن تتوتر علاقتها مع طهران، خاصة اذا عرفنا أن الدول التي تعاونت مع طالبان بعد توليها للسلطة قليلة جدا وكان من بينها ايران، وتعاون طهران لم يقتصر على شبه الاعتراف الرسمي بها وانما قدمت الدعم السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي للحركة، فليس من الاخلاق والأعراف السياسية والدبلوماسية أن ترد طالبان جميل ايران بالاشتباك معها وقتل ابنائها.

الملفت في خبر رويترز أن آل ثاني بحث مع قيادة طالبان سبل نزع التوترات بين الحركة والمجتمع، فيا ترى بماذا يمكن تصنيف الاشتباك بين طالبان وايران، هل يدخل في اطار نزع التوترات أم اثارتها؟ ومع الأخذ بنظر الاعتبار العلاقة المتميزة بين قطر وايران فمن المستحيل أن تكون الدوحة المحرض لطالبان في اشعال الحرب مع طهران، غير انه لا يمكن استبعاد فرضية أن بعض الأطراف وفي مقدمتها الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي فرضت شرطا أساسيا على طالبان وهو اشعال الحرب مع ايران مقابل الغاء العقوبات عنها.

في مقدمة المستفيدين من اندلاع الحرب سواء بين طالبان وايران أو أية دولة مع ايران هي اسرائيل التي تبذل المستحيل من أجل منع طهران من العودة للمجتمع الدولي والغاء العقوبات عنها، بل استمرار الضغوط عليها لأنها ترى في ذلك سبيلا لانهاء المقاومة الفلسطينية وبناء العلاقات بينها وبين الدول العربية والاسلامية، وبالتالي ليس من المستبعد أن تقوم تل أبيب باغراء طالبان باشعال الحرب مع ايران، خاصة اذا عرفنا أن استراتيجية اسرائيل تجاه انتقلت من المواجهة السياسية والاعلامية الى العسكرية والأمنية غير المباشرة، وانها لا تفرط بأية وسيلة يمكن استخدامها لتحقييق ذلك، ولعل الجانب الأهم من زيارة الرئيس الاسرائيلي اليوم الى اذربيجان هو تحريض باكو على طهران.

لاشك أن موقف طالبان وباكو يلعب دورا رئيسيا في وضع حد للتحريضات الاسرائيلية ضد ايران، وفي هذا الاطار يمكن القول أن تصريحات بعض المسؤولين الاذريين وكذلك التصريحات التي أطلقها عبد الحميد الخراساني القيادي في طالبان مخيبة للامال وتدلل على أن كابول وباكو ليس لديهما مانع في مواجهة ايران عسكريا.

كما أن الموقف الايراني بدوره يلعب دورا مهما في حل خلافات طهران مع باكو وكابول، وهنا ينبغي القول ايران لا تريد بتاتا نشوب الحرب بينها وبين أية دولة في العالم فما بالك بأن تكون هذه الدولة جارة، وقد تعلمت درسا مهما من الحرب العراقية الايرانية، أن أي نزاع بينها وبين أية دولة سيترك تبعات وتداعيات كبيرة على وضعها الاقتصادي والاجتماعي حتى لو خرجت منتصرة من هذا النزاع، لكن هذا لا يعني أن طهران تكتفي في اطلاق التصريحات والتهديدات والتحذيرات ل الى جانب ذلك والتحرك الدبلوماسي الحثيث لاحتواء الأزمات فانها تتحرك عسكريا أيضا لتكون على أهبة الاستعداد في مواجهة أي هجوم عسكري من الطرف الآخر.

لذلك راينا أنه وتزامنا مع الاشتباك الحدودي مع أفغانستان قام قائدان عسكريان ايرانيان بزيارة المنطقة الحدودية، وبذلك فان طهران وجهت رسالة قوية جدا بأنها لن تتهاون مع اي تحرك عسكري أفغاني يستهدف سيادتها وأمنها القومي للخطر، كما أن القيادة العسكرية الايرانية قررت تحشيد قواتها على الحدود مع اذربيجان عندما بدأت باكو بالتصعيد ضد طهران.

ومما لاشك فيه أن طالبان تتعرض لضغوط شديدة خاصة من قبل الولايات المتحدة الأميركية الا أن السبيل لتجاوز هذه الضغوط ليس بالامتثال لكل ما تطلبه واشنطن بل يمكن تجاوز هذه الضغوط بوضع سياسة محكمة، ولعل ايران لديها باع طويل وتجارب ناجحة في هذا الاطار، ووصضل بها الأمر انها احيانا تفرض شروطها في طاولة المفاوضات، ولا أعتقد أن ايران تبخل في تقديم تجاربها لطالبان اذا طلبت الحركة من طهران ذلك.

صالح القزويني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى