هل تعرفون لماذا يواصلون قتل أطفالنا في غزة؟

مرصد طه الإخباري، هل تعرفون لماذا يواصلون قتل أطفالنا في غزة؟

هذا الكم من تشجيع الاجرام والسادية المفرطة لدى قادة الغرب و التي يختبرها الجمهور العربي بشكل غير مسبوق منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة في الثامن من أكتوبر، شكل صدمة للشارع العربي ولشعوب وامم على خارطة العالم.

ان ترى آلاف الأطفال يتحولون الى أشلاء وتطحن عظامهم حجارة بيوتهم المنهارة، وتقول للفاعل استمر وتقدم له الذخائر والسلاح اللازم لفعل ذلك، ثم تمنع أي جهد لوقف المذبحة، فانت مجرم دنيء لا تستحق ان تكون بشريا.

فكيف اذا كان هذا الغرب هو من اخرج العدو الإسرائيليّ بشكله السادي المريض من رحمه. وهو من اوجدها، وحماها، ودعمها، وعمل على إطالة عمرها.

السؤال الذي يتبادر للذهن ونحن نشاهد الإبادة على الهواء مباشرة، لماذا يقتلون أطفالنا ونساءنا بدم بارد، ولا يرف لهم جفن، لماذا يعتبر قادة الغرب وصناع القرار فيه ان الامر عادي جدا ولا يستحق ان يطالبوا بوقفه. ما الذي يجعل منظومة عالمية مثل المنظومة الغربية تتحول الى حفنة من الكذابين والمجرمين الدوليين، ويتحول خطابهم الى ما يشبه خطاب العصابات الخارجة عن القانون ؟.

ليست العدو الإسرائيليّ سوى عصار نتاج هذه المنظومة، وليست العنصرية والاجرام والفكر الصهيوني الاستعماري سوى مرآة لفكر وعقيدة الغرب ليس تجاه الشعوب العربية او المسلمين فقط، انما تجاه كل شعوب العالم.

لقد انتج الغرب ابشع صور التعسف الإنساني في تاريخ البشرية الحديث فليس العدو الإسرائيليّ المتوحش حالة فريدة. النازية التي يجرمها العالم اليوم ويعتبرها قمة التوحش البشري هي نتاج عقيلة وعقيدة الغرب، نشأت في المانيا في ثلاثينات القرن العشرين واحتوت على اقذر نظرية عرقية، تتخلص بتفوق الآري وسيادة نسل على سائر البشر، هذا بالضبط ما يمارسونه اليوم تجاه شعب فلسطين، وهذا هو التفسير الأوحد لعدم شعورهم بالعار وهم يواصلون قتل السكان وابادة الأطفال ومنع الغذاء والدواء والماء عن قطاع غزة.

اما الفاشية فهي كذلك ماركة مسجلة للمنظومة الغربية ظهرت في أوروبا في العقد الثاني من القرن العشرين، اعتنقت العنف المفرط ويرى الفاشيون ان الأمم الأقوى لها الحق في مد نفوذها وازاحة الأمم الأضعف.

والفاشي يؤمن بسحق الضعيف بالقوة بدون رحمة. ماذا يختلف هذا الفكر عما يطبقه الغرب في غزة، بل تجاه كل دول المنطقة ؟ هذه الاتجاهات الشاذة في الفكر والعقيدة والممارسة لم تندثر لدى النخبة السياسية في الغرب، انما هي ظاهرة، تراها الأمم بالعين المجردة، وان كنا اليوم نراها شاخصة وعارية في غزة، فقد اختبرها العالم في محطات عدة في تاريخه المعاصر.

لقد دمرت هذه المنظومة دولا، وسحقت شعوبا، العراق من العام 1991 حتى 2003، حصار غربي سادي اودى بحياة مليون ونصف المليون طفل نتيجة الجوع ونقص الغذاء والدواء. ثم غزو العراق وتدميره وقتل وتشريد الملايين من الشعب، دون حساب اوعقاب او رادع. تدمير واحتلال أفغانستان، تدمير سورية، وحصار الشعب السوري بشكل خانق في اكبر سجن جماعي وابادة بطيئة تحت ذرائع واهية وزائفة. تدمير اليمن وليبيا وحصار السودان وتقسيمة ثم تفتيته.

تدمير وغزو وحصار دول في أمريكا اللاتينية، كوبا فنزويلا، وقبلها هندوراس وبنما وغيرها. اكبر جرائم العصر في اليابان 220 الف شخص قاتلوا بعد القاء الولايات المتحدة القنابل النووية في هيرشيما وناكازاكي. اكبر عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي مارستها الولايات المتحدة في فيتنام، قتلت حتى الحيوانات بالسموم.

الجرائم البشعة والاستبعاد والاستغلال لدول افريقيا. حقيقة نحتاج الى موسوعة كاملة لتشمل كل جرائم القتل والابادة والتدمير الذي يمارسها الغرب تجاه شعوب ودول ومجتمعات في كل انحاء العالم.

يكفي ان نقول ان حربين عالمتين في التاريخ المعاصر للبشرية اشعلتها دول الغرب وقتل فيها ملايين البشر حول العالم.

منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية الأممية والمحاكم الدولية التي يحتكرها الغرب، هي خدعة وتضليل، هي ليست سوى أدوات بيد الدول الغربية لعقاب غيرهم من الدول والشعوب وليست لادانتهم او تجريمهم. اننا نعبث بمصائر شعوبنا ومستقبل اجيالنا اذا صدقنا هذه الكذبة واعتمدنا على قانون وضعه اللص.

انهم باختصار حضارة دموية، ومنظومة سادية تنظر الى بقية الشعوب والأمم في الأرض نظرة عنصرية، وتتعامل مع الاخرين على الأرض بصفتهم درجة اقل في الإنسانية. هذا هو تفسير وقاحتهم في التعامل مع دم الأطفال في غزة، وهذا هو السبب الوحيد لدعمهم العدو الإسرائيليّ وحثها على مواصلة القتل.

ان هذا النوع من التوحش لا يقابل الا بامتلاك القوة، و بالمقاومة، لن يوقف القتل بغزة الا انقلاب في موازين المعركة، وغير ذلك هو استسلام ورضوخ وانكسار الإرادة الحرة امام وحوش العصر.

هذه السادية المريضة لن تتوقف بالدبلوماسية والبيانات الساذجة. من لم يقتل العدو الإسرائيليّ والغرب اطفاله اليوم، ستقتلهم غدا، وبذات الاعصاب الباردة.

كمال خلف – كاتب واعلامي فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى