لماذا لا تنتقم الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟!

مرصد طه الإخباري، لماذا لا تنتقم الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟!

كثيرا ما تقذف علي الفضائيات المختلفة من صديقة وغير صديقة بحمم هذا السؤال الساخن : لماذا لاتنتقم ايران ؟ ومتى وكيف واين ستنتقم ؟ لكي اريح الجميع قررت ان اجيب هنا على هذا السؤال وامل ان تشاركونني في اعادة نشر هذا الموضوع ليتوقف نزيف هذا السؤال ؟

في الأيام الأولى من العدوان الدموي على قطاع غزة كان وزير الخارجية الايراني يكرر كل يوم  تهديده بأنه إذا لم يتوقف قتل الأطفال، فإن الحرب سوف تتوسع، بعض الاشخاص كانوا يقولون ان السيد عبد اللهيان مجرد كلام لا فعل.

لكن شاهدنا بعد ذلك تصاعد هجمات حزب الله تدريجيا ونشط العراقيون، وأمسك اليمن بحلقوم  العدو الإسرائيليّ في مضيق باب المندب والبحر الاحمر ولم يأت أحد بعد ليقول يا أمير عبد اللهيان،  صدقت.

نفس الشيء حدث قبل ذلك خلال مزايدات ومهاترات الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف حيث تعالت أصوات تلطم وتندب عن غرض او غير غرض أن العدو الإسرائيليّ هدد إيران بالويل والثبور وأن علييف سيفعل كذا وكذا بمعية الصهاينة.

ربما أحياناً، كانت تصدر اشارات محذرة على مستوى المتحدثين، إلى الرئيس الاذري ، لكن ايران تعاملت مع تلك التهديدات وكأن باكو غير مدرجة في معادلاتها  على الإطلاق.

في النهاية حدث نفس الشيء. وكانت إيران في ذلك الوقت تعتبر العدو الإسرائيليّ العامل الأساسي والمحرض واليوم نرى كيف خطفت طهران أنفاس الاسرائيليين!

عندما تولت حركة طالبان السلطة في أفغانستان، أو الاحداث الهامشية  التي نشأت فيما بعد بسبب الحصة المائية من نهر هيرمند؛ كان هناك دائمًا أشخاص يشككون في السياسات الأساسية للنظام في ايران ، ونفس التشكيك سمعناه عند المزاعم الاماراتية او التهديد والوعيد السعودي بنقل المعركة الى داخل ايران ، وحتى عندما كانت إسرائيل تشهر خطتها التي كانت تتحدث عن الموت بآلاف الطعنات.

لكن بمرور الزمن ثبت أن قبطان السفينة والرب الذي يحميها يعلمان جيدا كيف يجب ان تبحر سفينة الثورة في لجة البحار المتلاطمة لتصل الى ساحل النجاة.. صحيح اننا قدمنا شهداء، لكن تفوقنا في المجالات العسكرية والأمنية كانت ولا تزال من نقاط قوة إيران.

واليوم اريد ان اقول ان الجمهورية الإسلامية حتى وان قتلت ترامب فانها سوف لن تستوفي ثمن دماء الحاج قاسم سليماني ولا أي شهيد عزيز آخر! لذا، يجب ان لا تبحثوا كثيراً عن المقالب والضربات المحدودة مثل ضرب أربعة جنود وجنرالات أمريكيين وإسرائيليين. دعوني أريحكم! إن إيران لديها هدفان رئيسيان، وطالما لم يتحققا سوف لن تكون قد انتقمت لدماء شهدائها.

الأول ، طرد أمريكا من المنطقة والثاني ترك مصير فلسطين في أيدي الفلسطينيين وتحرير القدس الشريف. لنعلم ان لدى القادة الإيرانيين أهدافا أكبر من قتل عدد قليل من الجنود الإسرائيليين، وسوف  لا يؤخرون تحقيقها  ابتغاءا لمكاسب صغيرة.

إذا كان الانتقام حسب تفكير هؤلاء بقتل اشخاص، فانه يُقتل في كل يوم العديد من القادة العسكريين الإسرائيليين في غزة، ويُقتل العديد من الأمريكيين في العراق وسوريا وأوكرانيا! وان الجمهورية الإسلامية واقفة اليوم خلف حدود فلسطين المحتلة، وقد طوقت العدو الإسرائيليّ من عدة جهات، ووصلت مع حلفائها إلى البحر الأبيض المتوسط  كما باتت مسيطرة  على باب المندب والبحر الأحمر.

ورغم ذلك لايكف هؤلاء عن القول والسؤال : لماذا لاتنتقم ؟ الاينظرون الى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تضرب في كل يوم أمريكا وإسرائيل دون ان تجرؤ الاثنتان على فعل شيء للرد عليها!

ايران اوجدت مصائب ومتاعب لامريكا لا تجرؤ روسيا والصين حتى على التفكير بها. لكن هؤلاء السادة لايكفون عن سؤالهم :  لماذا لا تفعل إيران أي شيء؟.

عزيزي! اليوم لم يعد العالم يذكر ألمانيا وفرنسا وإنجلترا في المجالين العسكري والإستراتيجي، والكل يتحدثون عن إيران. وعند الحديث عن النظام العالمي الجديد، كل محللي العالم يذكرون أربع دول، إيران من أهمها وأكثرها تأثيراً .

إيران هي التي وضعت العراقيل أمام طريق الطاقة السريع في العالم؛ إيران هي التي لايمكن لروسيا والصين والولايات المتحدة ان تحقق نجاحاً في غرب آسيا دون النظر إلى مطالبها. ومن دون موافقة ايران ، هيهات ان يكتمل اي مشروع في الشرق الأوسط.

نهاية ، دعوني اسالكم : اين ممر الهند والعرب والعدو الإسرائيليّ والبحر الأبيض المتوسط؟ اين هي خطة ابراهيم؟ اين هي الشرق الاوسط الجديد ؟ وبالعكس نرى ان كل ما ارادته ايران يتحقق ؛فها هو اليمن ياتي بكل قوة ليخنق مصالح جبابرة الارض وهاهي غزة الصامدة تظهر قوتها وتوجه في ساعات قلائل ضربات الى العدو الإسرائيليّ لطالما  عجزت كل الجيوش العربية عن ذلك طوال 75 عاما.. وها هو الاسد باقيا وسوريا شامخة رغم كل جروحها وها هو حزب الله يتألق.. اليس من العجب العجاب القول ان إيران لا تستطيع ولا ترد ولاتنتقم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى