صاحب مقولة إيران تُسيطر على أربع عواصم عربيّة يرد على الأستاذ عطوان: لست مسؤولاً إيرانيّاً وليس لي أيّ وضع رسميّ..

مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ

وكلامي جرى تحريفه وتوكل كرمان أوّل من ردّدته…

بقلم: كمال خلف

في مقال يوم السبت للأستاذ عبد الباري عطوان جاء بعنوان ألا يَخجلُ العرب المَهزومون مِن تِكرار العِبارة التي تُدينهم حول سيطرة إيران على أربعِ عواصم عربيّة؟ ألا يُذكّرنا فُرسان مؤتمر وارسو الذين سلّموا مفاتيح القدس لنِتنياهو بأبي عبد الله الصغير الذي سلّم مفاتيح غرناطة لفرديناند؟ وما هو الفَرق؟ أشار الأستاذ عطوان في بداية هذه الافتتاحية إلى مقولة سيطرة إيران على أربع عواصم عربية التي يرددها بعض الإعلام العربي ليل نهار، وكم لا بأس به من النخب العربية، للدلالة على أحقية وجهة نظرهم في أن خطر إيران لا يقارن بالخطر الإسرائيلي، وأن هذا يبرر التطبيع مع إسرائيل أو التحالف معها لدرء الخطر الأكبر وهو إيران.
ما أشار إليه الأستاذ عطوان في مقاله أن أحد المسؤولين الإيرانيين قد يكون هو صاحب حقوق النشر لهذه المقولة، ويعني أنه مطلقها أو مصدرها، وتلقّفها بعض العرب المُعادين للمشروع الإيرانيّ، ولكن تِكرارها بطريقةٍ مُملّةٍ، تُدين قائِليها ودولهم أكثر ممّا تُدين إيران مُشكّكاً بمدى واقعيّة هذه الطرح.
صاحب هذه المقولة وهو ايراني طبعا، أرسل لكاتب هذا التقرير رسالة لإيصالها إلى الأستاذ عبد الباري بخصوص مقولته التي أصبحت أشهر من مقولات أرسطو في العالم العربي، يعتب فيها على الأستاذ عطوان لأنه قال إن مطلقها أحد المسؤولين الإيرانيين، ويقول في رسالته ما نصه “أستغرب من الأستاذ الموقر عبد الباري عطوان كيف ينقل عن أحدهم دون أن يسميه، بأنه قال بأن إيران قالت إنها تسيطر على أربع عواصم عربية”.
صاحب المقولة الأكثر استعمالاً في الإعلام العربي والخليجي منه على وجه الدقة، ليس مسؤولا إيرانيّاً وليس لديه أي منصب حكومي، وهو الكاتب والباحث “محمد صادق الحسيني” يقول الحسيني أنا صاحب هذه المقوله، وقلتها في مقابلة مع قناة “الميادين” وبإمكان الأستاذ عبد الباري التحقق من ذلك بنفسه”.
ويوضح الحسيني هذه المقوله في متن رسالته ويؤكد انه قال “صار لنا في محور المقاومة أربع عواصم عربية، وهذا لا يعني من قريب أو بعيد انه أصبح لإيران!!”.
ويقول السيد الحسيني في رسالته، أن أول من تلقف هذه المقولة وحرّفها ونقلها إلى سائر الإعلام العربي هي توكل كرمان، ومن ثم جرى استخدامها من كثيرين، والدولة السعودية، وينهي السيد الحسيني رسالته بعتب على الأستاذ عطوان طالبا منه ضرورة التحقق من هذه المقوله قبل الاستناد اليها.
وكان ذاك التصريح عادةً ما نسب إلى مسؤول إيراني على لسان مسؤوليين عرب كرروا هذه العبارة أو التصريح، كما أدانها عدد من الرسميين والدبلوماسيين والكتاب العرب، كما استند إليها كثيرون من الكتاب والصحفيين والإعلاميين العرب، باعتبارها تصريحاً رسميّاً، للهجوم على إيران، واستعمالها حجة، وفق معادلة من فمك أدينك.

“رأي اليوم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى