تعرف على الفرنسي المسيحي الذي أسلم واستشهد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟

مرصد طه الأخباري، “جيروم ايمانويل” المشهور باسم “كمال كورسيل” هو الشهيد الفرنسي الذي كان يعتنق المسيحية ومن ثم اهتدي الى اعتناق الاسلام واستشهد في ايران خلال عمليات مرصاد عام 1988 اثناء تصدي القوات الايرانية لزمرة “خلق” الارهابية المدعومة من قبل نظم صدام.

ولد الشهيد كمال كورسيل وكنيته “أبو حيدر الفرنسي” في باريس في 9 أبريل 1964 واستشهد في يوم 27 يوليو 1988 في منطقة اسلام آباد التابعة لمحافظة كرمانشاه غرب ايران أثناء التصدي لهجوم زمرة المنافقين (منظمة مجاهدي خلق الارهابية) المدعومة من النظام الصدامي في حينها، حينما شنت القوات الايرانية عملية عسكرية للتصدي لهؤلاء المنافقين سميت بعمليات “مرصاد” وكان يبلغ من العمر 24 عاما حينما نال وسام الشهادة في سبيل الله تعالى.

ويشرح العالم الديني حجة الاسلام “حميد رضا مهدوي ارفع” نبذات من حياة هذا الشهيد المجاهد قائلا “ان هذا الشهيد مدفون في مدينة قم المقدسة واذا كان اسمه غريبا عليكم فلانه فرنسي الجنسية وولد من أب فرنسي وأم جزائرية وكان يعيش في فرنسا وكان مسيحيا، لكن ما تسبب في فلاحه وهدايته نحو اعتناق الدين الاسلامي الحنيف هو سماعه لدعاء كميل الذي يقرأ في ليلة الجمعة في كل اسبوع، وكان كمال كورسيل طالبا جامعيا وكان هناك عدد من الطلاب الجامعيين الايرانيين في زمن انتصار الثورة الاسلامية في ايران يدرسون في تلك الجامعة الفرنسية التي يدرس فيها كمال ايضا، وكان الطلاب الجامعيون الايرانيون يلبسون افضل ثيابهم ويتعطرون في ليالي الجمعة ويذهبون الى خارج الصرح الجامعي فسألهم كمال كورسيل أين يذهبون ؟ فهل يذهبون الى حفلة ؟ ويرد عليه الطلاب الايرانيون بأنهم لا يذهبون الى حفلة بل يذهبون الى مراسم دينية ويدعون لرب العالمين عزوجل وفي احدى الليالي طلب منهم ان يرافقهم.

البكاء عند سماع دعاء كميل

يضيف الشيخ مهدوي ارفع “لقد اصطحب الطلاب الايرانيون زميلهم كمال كورسيل في احدى المرات معهم وهو قد شاهد جمعا من المسلمين يقرأون دعاء كميل ولأن كمال كان يتقن اللغة العربية وتعلمها من والدته الجزائرية استمع الى الدعاء وهو يذرف الدموع، وقد حضر جلسات أخرى ايضا وفي النهاية وبسبب دعاء كميل الذي يقرأه هؤلاء الشبان يتعلق قلب كمال كورسيل بصاحب هذا الدعاء العظيم وهو الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ويسأل عنه وعن تعاليمه وهذا البحث والتحقيق يؤدي الى اعتناقه الدين الاسلامي الحنيف والمذهب الشيعي وهو مذهب اتباع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأصر كمال كورسيل على الذهاب الى ايران ولقاء الامام روح الله الموسوي الخميني (طاب ثراه) ، فجاء الى ايران وأصبح طالبا للعلوم الدينية في الحوزة العلمية في المدرسة الحجتية في قم المقدسة ولم يمض طويلا على دراسته حتى يطلب الذهاب الى جبهات الحرب .

استشهاده في عمليات مرصاد

ويضيف الشيخ مهدوي أرفع “ان هذا الشخص الفرنسي الحديث بالاسلام عاش تحولا نفسيا كبيرا واصبح متيما بحب الله سبحانه عزوجل وعاشقا للثورة الاسلامية ويتقدم للذهاب الى جبهات الحرب ويقول (( لقد أمر الامام الخميني بضرورة التوجه نحو الجبهات)) فيذهب للجبهات ويستشهد في عمليات مرصاد وقد دفن جثمانه الطاهر في روضة الولي علي بن جعفر (عليه السلام) للشهداء في مدينة قم المقدسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى